President of the Beirut Bar Association Nader Gaspard on President Michel Madkour - النقيب ناضر كسبار عن الرئيس ميشال مدكور

الديار 15/4/2015 العدد 9360

القاضي ميشال مدكور والزمن الجميل - بقلم المحامي ناضر كسبار

في تشرين الأول من العام 1990ـ أبلغني معلمي وأستاذي المحامي أوغست باخوس أن القاضي ميشال مدكور، رئيس محكمة الجنايات في جبل لبنان، سوف يزورنا في المكتب لأن ابنته المحامية باولا قد نالت شهادة الحقوق وترغب في التدرج في مكتبنا، سرني الخبر لأنني كنت أسمع عن القاضي مدكور بأنه من كبار القضاة وتشكل القرارات التي تصدر عن محكمته مرجعاً اجتهادياً.

وانتسبت المحامية باولا مدكور إلى نقابة المحامين كمحامية متدرجة في مكتبنا وتوطدت العلاقة مع عائلتها، والدها القاضي ميشال ووالدتها السيدة لودي وشقيقيها المحاميين روي ومارك وشقيقتها المحامية مارينا.

فاكتشفت كما باقي المحامين في مكتبنا اللهفة التي تتمتع بها عائلة القاضي مدكور، ومحبتها للأخرين وشبكة العلاقات الإجتماعية التي تربطها بكافة المراجع والعائلات اللبنانية السياسية والقانونية والإقتصادية والروحية.

أما القاضي ميشال مدكور، فكان بمثابة الأب الصالح للجمييع، لا تفارق البسمة ثغره، يحب الحياة، فهو يعلم أنها لا تساوي شيئاً ولكن لا شيء يساويها.

كما كان متصالحاً مع نفسه لا حقد ولا كراهية لأحد، متسامح مع الجميع يحاول دائماً التوفيق بين الناس حتى عندما كان لا يزال قاضياً.

ويقول دائماً عبارته الشهيرة: "ما في شي بيحرز حتى تتخانق العالم مع بعضها".

أما في القضاء، فقد كان مندفعاً ومؤمناً برسالته السامية في إحقاق الحق ورفع الظلم عن المظلوم.

وكان المتقاضون يرتاحون لأحكامه وقراراته مهما كانت نتائجها، لأنهم كانوا يعلمون بأنها مكتبوبة بلغة العقل، بلغة القانون وروح العدالة.

كان القاضي ميشال مدكور يتمتع بنزاهة فكرية، وبثقافة واسعة.

وكانت أحكامه وقراراته تشكل مرجعاً اجتهادياً ونُشرت في عدد كبير من المجلات الحقوقية.

وقد نشرت في صحيفة الديار في أوائل التسعينات مئات القرارات الصادرة عن محكمتيّ الجنايات والتمييز، واشتهر بها رجال القانون في مذكراتهم ومرافعاتهم.

برحيل القاضي ميشال مدكور نخسر إنساناً "لم تكن الدنيا تتسع له" على حدّ القول المأثور.

فهو يمثل الزمن الجميل، زمن العز والحكمة والرفاهية والسلام والفرح، كلها رحلت معه، كأنه رحيل الحياة.

لقد انطوى زمن جميل مع رحيل القاضي ميشال مدكور، ويبقى الأمل بزوجته السيدة لودي وبأولاده المحامين روي وباولا ومارك ومارينا يتابعون مسيرته ونضاله.

رحمه الله

Previous
Previous

Announcement: Strategic Partnership with Ierotheou, Kamperis & Co LLC

Next
Next

New achievement for Roy Madkour in an investment arbitration case